اذهب إلى المحتوى

Recommended Posts

بتاريخ:

التنمية الإنسانية و التعليم العالي في الوطن العربي:rolleyes:

1- ملامح التعليم العربي:

لقد حقق التعليم العالي في الدول العربية طوال العقود الماضية إنجازات إنسانية كبيرة لا يستهان بها ، و لكنه لا يزال متدنياً من حيث النوعية و الكيف و هو أقل مستوى مما أنجزه التعليم مثلاً في كوريا الجنوبية و بلدان شرق آسيا التي بدأ نموها بعد كل البلدان العربية ، و لكن الفارق بينها أي بلدان شرق أسيا و بين البلدان العربية كبير جداً ، فيما يبدو الأسباب كثيرة لعلها رغبة البلاد العربية في القضاء على الأمية ، و بالتالي الاهتمام بالكم دون الكيف و الطلب الاجتماعي المتزايد على التعليم ، و ربما هناك سبب آخر و هو ضعف قدرات المعلم العربي و تأهيله للتدريس الجيد ، و غياب البحث العلمي الميداني في مجال التعليم و التربية، و في اعتقادي أن من أهم ملامح التعليم العربي ضعف مستواه و تدني نوعيته تعود إلى :

أ - تدني نوعية التعليم العربي إذ تشير معظم الدراسات الميدانية التي أُجريت في مختلف البلاد العربية إلى تدني نوعية التعليم ، و ضعف الطالب و المدرس على السواء .

ب- نمطية التعليم العربي ؛ يشير التقرير العربي إلى أن التعليم العربي يتبع نفس البرامج خاصة في التعليم الثانوي و الجامعي باعتبار أن التعليم الأساسي موحد و متشابه إلى حد كبير ، و لكن المشكلة تكمن في التعليم الثانوي و الجامعي ، فالتعليم الجامعي خلال نصف القرن الماضي لا يخرج عن فرعي الآداب و العلوم ،و بالنسبة للجامعات العربية فإن الأقسام العلمية تكاد تكون هي نفسها في كل جامعة أو كلية ، فهي متكررة و مزدوجة ، و هذه التقسيمات الأكاديمية تتناسب و حقيقة المجتمع العربي في الماضي .

2- نوعية التعليم العالي في الوطن العربي:

بالنسبة للتعليم الجامعي، أو العالي، لا يختلف وضعه وواقعه عن التعليم الثانوي ، حيث تشير كل، الدراسات والتقارير إلى أن هذه المرحلة التعليمية ، تتعرض للخطر من جراء الزيادة الرهيبة في أعداد الطلبة وتدني نوعية التدريس لأسباب من بينها كثرة أعداد الطلاب ، ونقص المدرسين ، وسوء وضع المرافق التعليمية وتخلف المنهج والتقنيات التربوية ، والمبالغة في تكلفة هذا النوع من التعليم ، إضافة إلى أن الميزانيات المخصصة للتعليم العالي لا تذهب لتطوير نوعية الطلاب واستحداث برامج جامعية، وتحسين المرافق التعليمية ، بقدر ما تنفق على التسيير الإداري والأغراض الإدارية العادية .

كما أشار تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003 إلى أن نوعية التعليم العالي في العالم العربي تتأثر بعوامل كثيرة أهمها عدم وضوح الرؤية وغياب سياسات واضحة تحكم العملية التعليمية وذكر بعض هذه العوامل من مثل قلة استقلال هذه الجامعات وتحولها إلى ساحة للصراعات السياسية والعقائدية بسبب تقييد العمل السياسي وتشجيع تيارات سياسية معينة من قبل السلطة الحاكمة.

وذكر تقرير 2003 أن بعض الجامعات أصبحت تدار بحكم المنطق السياسي وليس وفقا لسياسة تعليمية حكيمة وذكر مثالا على ذلك أن بعض الجامعات تعاني من سياسة الباب المفتوح في القبول حيث أصبح قبول الأعداد الكبيرة من الطلبة وسيلة تلجا إليها بعض الأنظمة العربية لاستجلاب الترضية الاجتماعية. ويلاحظ التقرير انه برغم الارتفاع المضطرد في أعداد المنتسبين للتعليم العالي إلا أن القلة من هؤلاء المنتسبين تتجه إلى التخصص في العلوم الأساسية والهندسة والطب والمواد العلمية الأخرى ، ويقرر أن تدني نسبة الخريجين في اختصاصات العلوم و التقنية من باحثين وفنيين يعد مؤشرا سلبيا في إطار مساعي بناء قدرة بشرية متوازنة في مجال العلوم. ويضيف أن التأهيل في البلدان العربية يتسم بأنه مدفوع من جانب العرض بدلا من جانب الطلب ، وان هناك تركيز على جانب الكم بدلا من النوعية.

3- مناهج التعليم العالي في الوطن العربي:

لم يتضمن تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003 الكثير حول مناهج التعليم الجامعي وأساليب تدريسه وتقويمه، وذلك كما أشار التقرير يعود إلى ندرة البيانات في هذا الخصوص . إلا أن التقرير أعطى مؤشرات مثيرة للاهتمام حول الموضوع نوجزها فيما يلي :

أ- إن المستوى الأكاديمي ، ويقصد به مستوى تصميم المنهج والمقررات الدراسية وفاعلية أساليب التقويم وتحصيل الطلبة ،لأي من البرامج المشاركة لم يصل إلى درجة التميز بحسب المقاييس الدولية وإنما كان التقدير دائما من فئة المقبول .

ب- قصور مناهج الجامعات المشاركة عن تغطية جميع المهارات الأساسية لتعلم علم الحاسوب العلوم الاقتصادية و الاجتماعية حيث بلغ عدد الجامعات التي تطابقت مناهجها مع منهاج الاختبار الدولي 8جامعات فقط . ومع أن المستوى الأكاديمي لهيئات التدريس في هذا المجال يمثل جانب قوة بحسب التقرير ، تمثل كفايات فئات التدريس المتوفرة ومكون الرياضيات في المنهاج جوانب ضعف تحتاج إلى المعالجة .

ج- تدني مؤشرات جودة التعليم لدى غالبية الجامعات ال 15 المشاركة إلى اقل من المتوسط (60%) وفقا للمعايير المعمول بها في التقويم .

د- تدني مستوى التسهيلات المادية الضرورية للتطوير النوعي للتعليم الجامعي من مثل المكتبات الجامعية وقدم ومحدودية المختبرات وتكدس حجرات الدراسة بالطلبة .

هـ- وكأحد الشروط الأساسية للتطوير النوعي للتعليم الجامعي يورد التقرير مثالا لاستخدام أسلوب التعليم الإبداعي الذي تتمحور فيه العملية التعليمية حول الطالب وليس حول عضو هيئة التدريس كما هو سائد في الأساليب التقليدية للتدريس الجامعي في معظم الجامعات العربية . ويشير التقرير إلى أسلوب التعلم من خلال أتباع أسلوب حل المعضلات في التدريس كأحد أهم تطورات التعليم الطبي الذي تبنته في العالم العربي ثلاث كليات طب : هي جامعة الجزيرة – واد مدني في السودان وجامعة قناة السويس في مصر وجامعة الخليج العربي في البحرين .

الأستاذ:قورين حاج قويدر-جامعة الشلف /الجزائر

  • بعد 2 أسابيع...
بتاريخ:

أخي و صديقي العزيز حاج قويدر السلام عليكم و رحمة الله شكرا لك على مساهماتك و إفادتك و ليتك تتكرم بإفادتنا بمراجع البحوث إن أمكن شكرا مرة أخرى

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
×
×
  • أضف...