اذهب إلى المحتوى

Recommended Posts

بتاريخ:

الموازنات التخطيطية ودورها في الرقابة على التكاليف

يتصف عصرنا الراهن بأنه عصر التقدم العلمي و التكنولوجي ، عصر الصناعة المتطورة و الاستخدام المكثف لعوامل الإنتاج بهدف تلبية الطلب المتزايد على السلع الإستهلاكية و الإستثمارية المتنوعة ، وبالمقابل تزايد الطلب على مستلزمات الإنتاج من خامات ومواد و وقود و ألات و معدات وتجهيزات ومستلزمات خدمية متنوعة وغيرها .

و نتيجة لظهور و تنامي مشكلة الموارد الاقتصادية – المادية والبشرية – و محدوديتها أو ندرتها في بعض الأحيان ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نفقات وتكاليف الحصول عليها ، مما تتطلب ضرورة وجود دراسات وفروع متخصصة في محاولة للتأكد من استخدام تلك الموارد

استخداما ً أمثل أو على الأقل استخداما ً يحقق أفضل درجة ممكنة من الكفاءة إلى جانب تقليل الهدر والضياع في تلك الموارد ، ومن أجل ذلك لابد من اللجوء الى أسلوب المقارنة المستمرة بين الأداء الفعلي والأداء المخطط لكل من الموارد البشرية و الموارد المادية من أجل الوقوف على الانحرافات و تحديد نقاط الخلل الى جانب تحديد النقاط الإيجابية في الأداء الفعلي من خلال المقارنة ، وبالتالي ايجاد الصيغ والوسائل المناسبة والكفيلة بتجاوز الخلل وتعزيز الجوانب والفعاليات ذات المردود الإيجابي في نشاط المؤسسة ، وكان لكبر حجم المؤسسات و تنوع أوجه النشاط التي تقوم بها أثرا ً كبيرا ً في دفع الإدارة إلى البحث عن بعض الوسائل والأدوات التي تساعدها في القيام بمهامها الرئيسية من تخطيط ورقابة واتخاذ قرارات .

والتخطيط هو الأداة الفعالة في استخدام موارد المجتمع استخداما ً يؤدي إلى تحقيق أقصى مايمكن من النتائج بأقل ما يمكن من التكلفة والجهد والوقت أي تحقيق الكفاءة الاقتصادية بما يؤدي الى اشباع أقصى ما يمكن من الحاجات والرغبات لكافة أفراد المجتمع ، ويهدف التخطيط في محصلته إلى تطويع المستقبل للإنسان وإلى التقليل من حالة عدم التأكد التي تحيط بهذا المستقبل ، بالإضافة إلى الحد من عوامل المصادفات والخطر في مسار الحياة التي يتطلع اليها الإنسان .

وتنظر المؤسسات الاقتصادية للتخطيط على أنه عملية إدارية تتضمن قيام المؤسسة بوضع أهداف مستقبلية لعملها في ضوء الموارد المتاحة لها ، كما تتضمن وضع خطة عمل مناسبة لتنفيذ الأهداف الموضوعة ، هذا وقد قيل بأن المؤسسة التي لاتخطط لمستقبلها قد لا يكون لها مستقبل .

والرقابة هي النشاط الذي يتم من خلاله الإشراف على التخطيط والتقييم المستمر لعملية التنفيذ ، كما إن الرقابة ضرورية جدا ً لمتابعة تنفيذ الخطط الموضوعة و اكتشاف الانحرافات والأخطاء ومعالجتها لتحقيق الأهداف المرجوة ، ويجب أن لا تقتصر عملية الرقابة على كشف الانحرافات عن الخطط والأهداف المحددة بل لابد من تحليل الانحرافات ، ومعرفة أسبابها ووضع العلاج الملائم .

مما سبق تعمل المؤسسات الاقتصادية على اعداد ما يسمى بالموازنات التخطيطية والتي تعتبر خطة تفصيلية شاملة لسياسات وأهداف المؤسسة وعملياتها في المستقبل لمدة زمنية محددة ، وأداة فعالة للتخطيط والتنسيق والرقابة وتقويم الأداء من خلال ترجمة خطط المؤسسة إلى مجموعة من البيانات المالية والكمية في موازنات فرعية يتم التنسيق فيها جميعا ً في موازنة واحدة شاملة لكافة المستويات الادارية ، وتعتبر أيضا ً من أهم الوسائل الرقابية التي يمكن للمؤسسة من خلالها القيام برقابة فعالة بحيث يتم مقارنة النتائج الفعلية بالتخطيطية و تصحيح أي انحراف قد يؤثر على أداء المؤسسة ، ويحد من قدرتها على تحقيق أهدافها .

ويجب التنويه إلى الإهتمام أكثر بالرقابة و الضبط و التحكم في عناصر التكاليف لما تمثله من مكانة هامة في تحديد مركز المؤسسة التنافسي في عصر العولمة و الإنفتاح و تحرر الاقتصاد العالمي ، و الأخذ بأسلوب الموازنة التخطيطية المرنة في الرقابة على التكاليف و ذلك لما يتيحه من فرص للتعديل والحذف والاضافة ، والإبتعاد قدر الإمكان من استخدام أسلوب الرقابة على التكاليف عن طريق الموازنة التخطيطية الثابتة .

وأخيرا ً لابد من الإشارة إلى مشاركة المستويات الإدارية المختلفة في عملية اعداد الموازنات التخطيطية وتحديد أهدافها ، حيث إن اشتراكهم يساعد على الالتزام بتقديرات الموازنة و تحسين أداء العاملين في المؤسسة و التقليل قدر الامكان من الأخطاء و الانحرافات ، ويجب أن يشعر الجميع ويقدر أن المساءلة المحاسبية كأحد اجراءات الموازنة في تحقيق الرقابة هي لصالحهم و لصالح المؤسسة الاقتصادية ككل وفي ضوء وحدة الهدف .

غيث محمد جديد

قائم بالأعمال في جامعة تشرين

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
×
×
  • أضف...