لوحة القادة

استاذى العزيز/ محمد فوزى البنا اشكرك على هذه الفرصة العظيمة لمناقشك اما من ناحية مايخص موضوعنا فانا معك انه كفكر ادارى سابق قد تم معالجة هذا الموضوع (تدقيق مستندات واجراءات الصرف-التوجيه المحاسبى-صحة موازين المراجعة-وايضا مراجعة ومتابعة التقارير المحاسبية والمالية) لقسم المراجعة (لاحظ حضرتك انه قسم مراجعة ولم يطلق عليه مراجعة داخلية) اما كفكر حالى مطبق بشركات عديدة اجنبية ومحلية فانه يتم تقسيم هذه المهام بين مايطلق عليه رئيس قسم الحسابات ويختص بمراجعة صحة القيود المحاسبية وتوجيهاتها وايضا التقارير المحاسبية اما الاخر فهو رئيس قسم المالية ويختص بمراجعة مستندات الصرف وانتاج التقارير المالية والتسويات البنكية يوجد وظيفة اخرى قد ذكرتها من قبل وهى وظيفة المراقب المالى وهى مطبقة فى الشركات الامريكية كفكر ادارى امريكى وتم استخدامها فى شركات اخرى ويختص المراقب المالى فى مراجعة ماقبل الصرف. لكن هذا لايمنع ان كلامك هذا صحيح ومطبق فى شركات عديدة... و لكن تم الاستغناء عن هذا القسم فى بعض منها لوجود رئيس قسم الحسابات ورئيس قسم المالية (بالمناسبة لقد عملت رئيس قسم حسابات Accounting Section Head فى شركة امريكية لمدة 6 سنوات قبل عملى الحالى وقد كان من اهم مهامى مراجعة واعتماد جميع القيود المحاسبية وتوجيهها.. وزميلى الاخر رئيس قسم المالية Finance Section Head لمراجعة سندات الصرف وحسابات البنوك والصندوق) سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك

المراجعة الداخلية اساسها التحقق من كفاية اجراءات الرقابة الداخلية بغرض حفظ حقوق اصحاب المصالح بداخل وخارج المنشأة وهو ما يعرف باحد ادوات الحوكمة (ان صحت الترجمة Governance) المشكلة هنا فى باقى الادارات ونظرتها الى ادارة المراجعة الداخلية على انها قسم مباحث الشركة وان المراجع الداخلى المفروض يدخل الادارة التى سيقوم بمراجعتها وهو يرتدى النظارة الشمس ويتدلى من فمه سيجاره وواضعا يديه فى جيبه.. انا لا اقول ان ذلك لايحدث فهناك الزملاء الذين يتصرفون من هذا المنطلق وباستخدام اسلوب مستفز لمديرى الادارات يجعلهم دائما مثل النار والبنزين وغالبا ماتخلق مشاكل من هذا النوع واحاول حلها. لا اخفيكم القول ان على مدير المراجعة الداخلية مسؤلية كبيرة فى هذا الصدد حيث يحتاج الى تحليل نفسي حقيقي للجوانب الشخصية لكل مدير ادارة يقوم بمراجعتها وانا ارى ان هذا المدخل هو المدخل الصحيح لعلاقة متكاملة وجيدة بين ادارة المراجعة الداخلية وباقى ادارات المنشأة. ولا ابالغ اذا قلت انى باستخدام هذا المدخل استطعت ان احول جميع الادارات الى اصدقاء حقيقيون وتحولت ادارتى الى ادراة استشارية متكاملة لكل ادارات الشركة واصبحت كما يطلقون علينا الان بالشركة حمامة السلام (اى والله حمامة سلام) واصبح من اهم اختصاصاتنا هى فض النزاع والحسم فى اختلاف وجهات النظر بين مديرى الادارات المختلفة فى تطبيق اجراء او تدفق مستند او حتى اداء مهام. ان هذه النتيجة لو تأتى بين يوم وليلة ولكنها جاءت بعد مجهود وطول بال شديدين ويمكن تلخيص ما قمنا به من خطوات اعتبرها هى جزء من بحث فى موضوع جميل هو علاقة ادارة المراجعة الداخلية بادارات المنظمة وبناء الثقة مع الادارة العليا: 1- التفهم الشديد لمتطلبات كل ادراة قبل الخوض فى مراجعتها. 2- دراسة الادارة محل المراجعة وتحديد Key Risks (المخاطر الاساسية ان صحت الترجمة) 3- الاجتماع الشخصى مع مدير الادارة وعرض التوصيات عليه فى صيخ اقتراحات. 4- التركيز على الاهميات النسبية للاخطاء (بمعنى التغاضى عن الاخطاء الممكن تصحيحها فورا والتى لم يسبب وجودها ضرر جسيم) مثلا خطأ فى بيان قيد محاسبى 5- التغاضى عن هذه الاخطاء بمعنى عدم التصريح بها ويمكن لفت انتباه مدخل القيد بشخصه وانتهى الموضوع (ده ليه اثر جيد على هذا المحاسب) 6- حسن الاستماع الى اراء ومقترحات منسوبى الادارات جيدا وتلخيص هذه المقترحات لدراستها ومطابقتها لمعايير الاداء لرفعها الى الادارة العليا مع الاشارة الى صاحب الاقتراح. 7- عند القيام بفحص او بجرد مفاجئ يجب ان يسبق ذلك 15 دقيقة كمكالمة تليفونيه للموظف المفحوص وعند بداية الفحص يجب الاعتذار عما قد تسببه المراجعة من تعطيل عمله او ازعاجه (ده ليه مفعول سحرى على نفسية الموظف) 8- الاحتفاظ بسرية المعلومات والاحداث التى تحدث امام المراجع بكل ادارة (بمعنى عدم نقل الكلام بين الادارات) فلو قام احد موظفى الادارة المالية بانتقاد عمل موظف اخر فى ادارة الدعم اللوجستى (كأنك لم تسمع شيئا) وهناك الكثير من النصائح التى ارى انها اذا طبقتها ادارة المراجعة الداخلية ستكون فعلا حمامة السلام وفى هذه الحالة لن تكون هناك اى مصادمات او نيران من اى نوع (انا اعلم ان قليل من مديرى المراجعة يطبقون ذلك) سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك