الزميل الفاضل
قرأت المقال الذي أدرجت رابطه و لكني أختلف أختلافاً كلياً مع كاتب المقال الذي جاء في تعريفه أنه المدير التنفيذي لـ IIA Global و أرى أن المقال غير موضوعي تماماً من الناحية العملية
فالمراجعة الداخلية بمفهومها مرتبطة أرتباط وثيق بالنواحي المالية و المعايير الدولية للتدقيق و المعايير الدولية للتدقيق الداخلي تشير دائما إلى مفهوم المخاطر و المخاطر في مجملها توثر على النواحي المالية التي تعتبر هدف مهم من أهداف أي مؤسسة و أعني هنا هدف الحفاظ على جميع موارد المؤسسة أو الشركة و الرقابة عليها و كلام الكاتب Richard Chambers في مقاله يدعونا إلى فكرة أن عمل المدقق الداخلي أو قل لقب المدقق الداخلي يجب أن يكون لكل متخصص أو قل يدخل في كل التخصصات و أعتقد أن هذا الكلام غير دقيق كونه يشجع على أن يجعل مهنة التدقيق الداخلي مهنة كل متخصص
فمثلاً ما يريده من مقاله هو أنك لو كنت طبيب تستطيع أن تكون مدقق داخلي في تخصصك و لو كنت مهندس لا يمنع أن تكون مدقق داخلي في تخصصك و هكذا الأمر و أعتقد أن معايير التدقيق الدولية قد فصلت في الأمر بشكل واضح و صريح و هو أن المدقق يمكنه أن يستعين بخبراء في عملة و من هنا نحن يجب أن نضع أمام أعيننا مفهوم قد يغيب عن ذهن الكثيرين و أعتقد أنه غاب عن ذهن كاتب المقال و هو أن هناك متخصصين نحن نستطيع الأستعانة بهم في عملنا يطلق عليهم خبراء
في دولنا العربية و خاصة في مصر قد تختلط المفاهيم و المسميات إلى الحد الذي قد تجد أن الكثير من المسميات الوظيفية لا تتوافق أبداً مع الكثير من الممارسات الدولية ، فمثلاً في عملك في مصر تم خلط الكثير من المفاهيم كما هو معتاد في بلدنا الحبيب كان يجب أن يكون المسمى الوظيفي الخاص بك هو مراجع أعمال لوجستية و ليس مراجع و ليس مراجع داخلي و ذلك لأن المراجع و المراجع الداخلي هي مهن أشمل و أعم من المراجعة على جزئية معينة متعلقة بالألتزام ببعض القرارات أو اللوائح أو القوانين
في أعتقادي الشخصي أن عمل المراجع الداخلي الحقيقي يجب أن يبنى على دراسة أهداف الشركة و دراسة القوانين الخاصة بالدولة التي تعمل بها الشركة و دراسة للمخاطر التي تواجه الشركة و دراسة تأثير ذلك كله على النواحي المالية و مدى الحفاظ على موارد الشركة و توظيفها التوظيف الصحيح و الحفاظ على ممارسات الحوكمة و الشفافية في الشركة عند أعلى مستوى لها و هذا العمل يمكن أن يستعين فيه المراجع الداخلي بمتخصصين في الهندسة و الطب و الفيزياء و الكيمياء و أي مجال مختلف عن مجال المراجعة الداخلية
أنا أؤمن بأن المراجع الداخلي يجب أن تكون دراسته متخصصة في المحاسبة و ذلك لأن معرفة المراجع الداخلي بالمحاسبة ستمكنه من تحديد المخاطر الأقتصادية و المخاطر الكامنة التي تواجه الشركة بكل سهولة ويسر و كثيرة هي الأمثلة التي أجدها في الواقع في دول الخليج التي يكون فيها الشخص حامل لشهادة مهنية مثل CIA و للأسف الشديد لا تجد لعمله أي صدى يذكر في دعم مسيرة الشركة نحو أهدافها و الرقابة على مواردها ، لذلك أقوى مراجعين داخليين هم هؤلاء الذين لديهم خلفية دراسة محاسبية قوية
بعد قرائتي للمقال الذي أدرجت رابطه لا أجد في نفسي صدى غير أن هذا المقال هو عبارة عن وسيلة دعائية لتوسعة قاعدة المهتمين بشهادة التدقيق الداخلي CIA بدون سبب منطقي و هو الأمر الذي يدعونا للتفكير في أن طرح فكرة أن يكون المراجع الداخلي من أي تخصص هي مجرد فكرة تجارية الغرض منها ربح منظمة معينة و أنتشارها على مستوى العالم
و بالنسبة للمتطلبات الوظيفية التي ذكرتها فإن هذا الأعلان لا يمكن أعتباره معيار يقاس عليه بالرغم من أشتراطه المعرفة المحاسبية المتعلقة بالتقارير المالية و أنظمة التكاليف كشرط من الشروط
بالتوفيق