محمد حوسو بتاريخ: 18 مايو 2010 تقديم بلاغ بتاريخ: 18 مايو 2010 (معدل) لماذا نريد تدقيق ومراقبة مؤسساتنا ?? إن تطور دنيا الأعمال، وتعدد العمليات والصفقات المالية، واختلاف السلوك الإنساني بين الخير والشر ،وتعارض المصالح بين الإدارة والمالكين ، واكتساح ثورة المعلومات، وانتشار التجارة الإلكترونية والإنترنت على نطاق واسع ، ضمن تطور أنشطة المؤسسات الخاصة والعامة، أصبح لهذه المؤسسات الأهمية والدور الأكبر في حياتنا . أليس بواسطة هذه المؤسسات نخرج من بطون أمهاتنا (المؤسسات الصحية ) ، ثم ندخل المؤسسات العلمية نتعلم ونعلم فيها ( المؤسسات التعليمية )، ثم ندخل المؤسسات الدينية نصلي ونمارس مختلف معتقداتنا فيها ( المؤسسات الدينية ) ، أليست النوادي الاجتماعية والنوادي الكروية محط أنظار ملايين البشر (ريال مدريد مثلا ) . نمارس فيها هواياتنا ، وأوقاتنا الطيبة، ,وأحيانا نمارس فيها هواياتنا غير العادية . أليس بهذه المؤسسات ونشاطها نحمل لتتوارى أجسادنا في التراب ? أليس، أليس? ...الخ نعم ، من خلال هذه المؤسسات التي أصبحت واقع حياتنا اليومية، وبنية مجتمعنا المدني، والاجتماعي ، والاقتصادي، والديني ، نمارس حياتنا اليومية ، ولهذا فلا بد من حماية هذه المؤسسات، ليس بالبندقية، وبعضلات الفتوة من أعضائها، أو المستأجرين لهذا الغرض، بل، حماية نكفل فيها المحافظة على مواردها المادية والطبيعية والإنسانية ،حتى نكفل نموها بالشكل الطبيعي والسليم ضمن تقدم الحضارة والسير بركابها ، وليس بالرجوع إلى عصور التخلف والعضلات، نعم نريد أن تكبر مؤسساتنا بالتخطيط السليم ،وبالإنسان المنتمي، وبالتقنية الحديثة، وبالإدارة الكفؤة والمؤهلة بسلاح العلم . والسؤال المطروح ، ولكن كيف ? يقول خبراء التخطيط والإدارة العامة، حيثما وجدت رقابة فعالة، فتأكد أن هناك إدارة ناجحة، هدفها ليس فقط تحقيق الحماية للموارد الطبيعية للمؤسسات ، وانما لرفع الكفاية الإنتاجية، وخلق الإنسان المنتمي ، والاستخدام الأمثل لكل شيئ ينتمي إلى هذه المؤسسات. أليس من حقنا أن نبني دولتنا عن طريق المؤسسات ، وبالتالي نحقق الديمقراطية التي ما زال الغرب يطالبنا بها . ولكن ، ولما كان العنصر البشري يحمل في نفسه الخير والشر حسب قوله تعالى: "إنا خلقنا الإنسان إما شاكرا وإما كفورا " كان لا بد من وجود نظم رقابية فعالة لهذه المؤسسات، سواء بتأسيس نظم رقابية داخلية (تدقيق داخلي ، هيئات الرقابة العامة،) أو خارجية تتمثل بمراقبة الشركات وتدقيق الحسابات التي هدفها إبداء رأي فني ومحايد على صحة تمثيل البيانات المالية لهذه المؤسسات ، وأنها أعدت وفقا للقواعد والمعايير المتعارف عليها إقليميا ودوليا من قبل شخص خارجي يتمتع بكفاءات وأخلاق متفق عليها أيضا عالميا ومحليا من المنظمات المهنية ، لهذا كله أصبح التدقيق واجبا بحكم القانون لهذه المؤسسات لضمان استمراريتها ولضمان حقوق الفئات المستفيدة Users سواء داخل هذه المؤسسات أو خارجها . أليس الكاتب والفيلسوف Amita Etzioni هو القائل : “Our society is an organizational society. We are borne in Organizations, educated by organization, and most of us spend much of our lives working for organization. We spend much of our leisure time paying, playing, and praying in organization. Most of us will die in an organization ,and when the time comes for burial, the largest organization of all-the state- must grant official permission. In contrast to earlier societies, modern society has placed a high moral value on rationality, effectiveness, and efficiency. Modern civilization depends largely on organizations as the most rational and efficient form of social grouping known. By coordinating a large number of human actions, the organization creates a powerful social tool. It combines its personnel with its resources, weaving together leaders, experts, workers , machines, and raw materials. At the same time it continually evaluates how well it is performing and tries to adjust itself accordingly in order to achieves its goals …All this allows organizations to serve the various needs of society and its citizens more efficiently than smaller and more natural human groupings, such as families, friendship groups, and communities . أليس بعد هذا الكلام الجميل يصبح واجبا علينا أن نحمي مؤسساتنا بطريق العقل والمنهج، وان نستبعد المنتفعين والمضللين والهدامين وخصوصا في مؤسساتنا العلمية (المعاهد والجامعات ) ، وهذا برأيي لن يكون إلا برقابة فاعلة لمؤسساتنا ، كل مؤسساتنا، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب . وفي الختام ونظرا لأهمية التدقيق لمؤسساتنا وأهمية المدقق في التعبير عن المنتج النهائي لعملية التدقيق المتمثل بالرأي الفني والمحايد ، فإن المدقق يجب التمتع بخصائص غير عادية تؤهله القيام بمهمته وإبداء رأيه لأنه الحامي الأمين لفئات كثيرة من شرائح المجتمع. وقد لخصت صفاته ضمن أخلاقيات المهنة ، إلا أنني أعيد صياغتها بأدبيات التدقيق علني أداعبكم وافتح سرائركم على اللغة العربية. وأعتذر مسبقا أن هذه الصفات لو توافرت حقيقة ليس فقط في المدقق وإنما بكل مسئول في المجتمع لأصبحنا في مجتمع مثالي غير موجود حاليا في ظل التكتلات الرأسمالية، وفي ظل مجالس الإدارات المتحكمة في قرارات الهيئات العمومية. وأقول أن التدقيق: يعرف التقرير(تقرير المدقق) بأنه وثيقة مكتوبة وصادرة عن شخص مهني يكون أهلا لإبداء رأي فني محايد بهدف إعلام مستخدمي المعلومات حول درجة التطابق بين المعلوماتالاقتصادية بمعناها المهني المتعارف عليها وبهدف نهائي بإبداء رأي فني ومحايد عن مدى دقة البيانات والمعلومات، وعن ما إذا كانت هذه القوائم التي أعدتها المنشاة تعطي صورة عادلة وصادقة عن المركز المالي والقوائم التي نصت عليها قواعد المهنة عن السنة المالية محل التدقيق. إن الصفات الواجب توافرها في الممارسين لمهنة المحاسبة والمدققين بشكل خاص تكون في رأيي بالشكل التالي: Ethical Situation for an accountant and auditor 1- إن المدقق من تشرأب لقدومه الأعناق ، وتشخص إلى طلعته الأبصار ، وتحييه الأفئدة ، وتشيعه الأرواح ، فهو محبوب في كلامه وفي أخذه وعطائه ، وفي بيعه وشرائه ، وفي لقائه ووداعه . وبهذه الصفات يخلق الالتزام الطوعي لجمهور المتعاملين معه بالإفصاح عن البيانات المالية . (مبدأ الحيادية) 2- إن المدقق لا يخاصم القضاء ، ولا يتهم الباري في العدل ، ولا يسيء الأدب مع الشرع، ولا يخالف صاحب المنهج ، لأنه صاحب منهج ومشروعية ، وبهذا يحقق الهدف الآخر للعملية المحاسبية والتدقيقية، وهي تحقيق العدالة في التنفيذ والتطبيق . (مبدأ الالتزام بمعايير التدقيق ومبادئ المحاسبة. 3- أن المدقق واسع البطان ، ثابت الجأش ، راسخ اليقين ، بارد الأعصاب ، منشرح الصدر ، لا يهمه لائمة لائم ، ولا تخويف واصل ، وهو بهذا يحقق مبدأ الشرعية والمشروعية . 4- أن المدقق ليس همه البطون والصحون ، والدور والقصور ، وإنما همه الإلزام م والالتزام . 5- أن المدقق هو الذي يضبط عواطفه واندفاعاته ، وهو العادل في الرضي، والغضب ، والسرور والحزن،وهو الذي يكره الشطط ، والمبالغة في التعامل مع الأحداث . 6- أن المدقق أو المحاسب، من أولئك الناس الذين إذا قيل لهم أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، ازداد إيمانا وتمسكا بالشرعية ، فكفايته تكفيك ، وولايته تحميك . 7- أن المدقق هو الذي يملك سعة الصدر وسعة النفس ،وجود الكف ، وسخاوة الطبع ، وكرم السجايا ، ونداوة الخاطر ، وله وجه ضحوك وليس عبوس ، وليس له قهقهة مستمرة عابثة ، لكنه جد وقور ، وله خفة روح واثقة . 8- أن المدقق هو من له كثرة المعرفة ، وغزارة المادة العلمية ، واتساع الثقافة ، وبعد النظر ، وأصالة الفهم ، والغوص على الدليل ، ومعرفة سر المسألة ، وإدراك مقاصد الأمور ، واكتشاف حقائق الأشياء ، والأخذ بالحيطة واستعمال الأسباب . 9- أن المدقق ثابت القدم ، سديد الرأي ، إذا هجمت علية الأخبار ، وأشكلت المسائل ، فلا يأخذ بالبوادر ، ولا يتعجل الحكم ، وإنما يمحص ما يسمع ، ويقلب النظر في الأمور ، ويحادث الفكر ، ويشاور العقلاء ، فان الرأي الخمير خير من الرأي الفطير . 10- إن المدقق أو المحاسب هو معلم الخير ، فهو مبشر ، ينهى عن المشقة والتنفير ، ولا يعرف اليأس والإحباط ، فالبسمة على محياه ، والرضا في خلده ، واليسر في شريعته ، والوسطية في سنته ، والسعادة في ملته ، إن جل همه ومهمته هو الكشف عن الحقائق بغير خصومة ، وإيصال الحقائق بغير زوبعة ، فهو موضوعي يحب الموضوعية . 11-المدقق هو الذي يعيش لرسالة كبيرة، ويعمل لهدف رفيع ويحيا في ظل مثل عليا، يعيش لها ويموت عليها. فهو الذي يكبح جماح نفسه، ويقمع طغيان هواه، ويضغط على غرائزه وشهواته، احتسابا لله وإيثارا لما عنده، وابتغاء مرضاته .[url="http://infotechaccountants.com/forums/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn1"] انتهى محمد محمود حوسو مدقق حسابات قانوني طولكرم - فلسطين تحريرا في 18/5/2010 تم تعديل 18 مايو 2010 بواسطة admin
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان