البحث في الموقع
عرض النتائج للدليل 'التعليم المحاسبي'.
-
يعتبر التعليم المحاسبي من أحد القضايا التي حظيت بالعديد من البحوث في الفترة الأخيرة، ويرجع ذلك بالضرورة إلى أهمية التعليم المحاسبي لارتباطه بمهنة المحاسبة والمراجعة. كما تتضح أهمية التعليم المحاسبي من خلال الجهود التي يبذلها الاتحاد الدولي للمحاسبين لتطوير العملية التعليمية، وذلك بما يتم إصداره من معايير تُعنى بالتعليم المحاسبي. إن مسؤولية إعداد محاسبين مؤهلين بالمهارات المهنية اللازمة لممارسة المهنة تقع على عاتق عدة جهات، تأتي مؤسسات التعليم العالي في مقدمتها ، أي أن البرامج التعليمية المحاسبية المطبقة على مستوى الجامعات تؤدي إلى إكساب المتعلم القدرات والمهارات المهنية، والتي تتطلبها المعايير الموضوعة من قبل الاتحاد الدولي للمحاسبين ضمن معايير التعليم المحاسبي. و قد أوضح معيار التعليم المحاسبي الدولي رقم(4) أن التعليم المحاسبي المهني والذي يمنح المعرفة والمهارات والقيم والأخلاق المهنية هو تعليم مبني أساسا على التعليم العام، أي انه مبني على المعارف الأساسية في المراحل الأولى للتعليم المحاسبي المهني والتي يتم تلقيها سواء في مراحل التعليم السابقة أم في مرحلة التعليم المهني نفسها. ومن الموضوعات الهامة في مجال التعليم المحاسبي ما يتعلّق بالجودة المطلوبة في المناهج المحاسبية التي تدرس في المرحلة الجامعية، وذلك لأنه يمثل الأساس للتعليم المحاسبي المهني المستمر (التعليم مدى الحياة). ويرتبط بهذا الجانب متطلبات الهيئات الدولية والوطنية المتعلّقة بالتقويم والاعتماد الأكاديمي، لذلك سوف تركز هذه الورقة على أثر استخدام معايير التعليم المحاسبي في تحقيق مستويات الجودة المطلوبة في المناهج المحاسبية. 1-1 تعريف عام بمعايير التعليم المحاسبي الدولية ومدى الحاجة إليها: معايير التعليم المحاسبي هي عبارة عن نماذج توفر إرشادات عامة تؤدي إلى توجيه وترشيد الممارسات التعليمية فيما يتعلّق بالتعليم المحاسبي، ويقوم مجلس معايير التعليم المحاسبي الدولي International Accounting Education Standards Board(IAESB) بإصدار هذه المعايير وغيرها من المنشورات التي تساعد على ترشيد الممارسات في مجال التعليم المحاسبي، وهذا المجلس يتبع للاتحاد الدولي للمحاسبين وكان في السابق عبارة عن لجنة تُعنى بمعايير التعليم المحاسبي. ويمكن معرفة مدى الحاجة لمعايير دولية في التعليم المحاسبي من خلال الدور الذي يمكن أن يلعبه المحاسب المؤهل في تحقيق رسالة الاتحاد الدولي للمحاسبين؛ والتي تتناول تحقيق المصلحة العامة، بالإضافة إلى حاجة الجمهور للثقة في مهنة المحاسبة. و وجود معايير دولية للتعليم المحاسبي تضمن بالضرورة مخرجات تعليمية على قدر عالٍ من التأهيل والتي تتمتع بالكفاءة الفنية والمهنية اللازمة؛ أضِف لذلك أنّ غياب معايير دولية للتعليم المحاسبي يؤدي إلى الاختلاف في الأسس التعليمية والمنهجية التي تتبع من قبل المؤسسات التعليمية في مختلف الدول والذين يعتبرون أعضاء في الاتحاد الدولي أو يسعون للانضمام إليه، كما أنّ هذا الغياب سينعكِس سلباً على نوعية المخرجات والذي يقود بدوره إلى انعدام الثقة في خريجي البرامج المحاسبية عموماً ومن ثمَ في المهنة على وجه الخصوص. لهذه الأسباب وغيرها- متطلبات الانضمام للاتحاد الدولي، والتغيرات البيئية المحيطة بعملية التعليم سواء كانت داخلية أو خارجية) سعى IAESB لوضع مبادئ عامة ومعايير خاصة بالتعليم المحاسبي، وتظهر أهمية وجود معايير للتعليم المحاسبي من خلال الآتي (IFAC, 2010, p. 10): 1- تخفيض الخلافات الدولية بشأن التأهيل وعمل المحاسب المهني. 2- تسهيل التنقل العالمي للمحاسبين المهنيين. 3- توفير معايير ومحكات دولية يمكن الرجوع إليها لقياس مدى التزام المؤسسات التعليمية بمتطلبات معايير التعليم المحاسبي الدولية والتي تساعد بالضرورة في قياس كفاءة المخرجات. ومما سبق؛ يمكن القول بأنّ (IAESB) يُساهِم في تحقيق رسالة الاتحاد الدولي للمحاسبين International Federation of Accountant(IFAC) من خلال وضع الأسس والضوابط لإعداد المحاسب المهني المؤهل حسب المواصفات المحددة من قبل( IFAC) الهيكل( الإطار) النظري للتعليم المحاسبي الدولي: يحتوي الإطار النظري للتعليم المحاسبي على عدد من النقاط والتي يوضحها الشكل التالي مكونات الإطار النظري للتعليم المحاسبي الدولي