اذهب إلى المحتوى

المحاسبة تستعيد حياتها


Recommended Posts

المحاسبة تستعيد حياتها بفضل أساليب التعليم الجديدة

نظام صاحب مشروع تجاري يمكّن أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة من محو الأمية المالية

وصل المحاسب المولود في جنوب إفريقيا الذي ابتكر نظاما لتعليم الجماهير مبادئ المحاسبة إلى الولايات المتحدة في العام 2002 مع زوجته التي كانت حامل حينذاك، وليس بحوزته سوى عدة آلاف من الدولارات كان قد ادخرها وقناعة بأن بإمكانه أن يحول نظام التدريس إلى عمل تجاري تصل قيمته يوما إلى 100 مليون دولار.

وقال بيتر فرامبتون: "كنت مدركا بوعي تام بأنني سأحضر إلى أميركا بوصفي رائدا في مجال الاقتصاد. إذ إنني حين اكتشفت هذا النظام، أدركت أنني أريد المجيء إلى الولايات المتحدة التي تعتبر أم الأسواق لأنها كبيرة جدا ومترامية الأطراف ومن السهل على الإنسان فتح شركة تجارية هنا."

وأوضح فرامبتون أن الأسترالي مارك روبيليارد والجنوب إفريقي كارمن ميتلر عملا معه في تطوير النظام ولديهما حصة في هذا العمل التجاري. ولكنهما قررا عدم ترك موطنيهما للمجيء إلى الولايات المتحدة.

وفيما كان ينشر نظام التدريس الخاص به على منضدة بمساعدة مساعدته آن ليتل، قام فرامبتون بشرح ما يشعر به من تحمس لفكرة السوق الأميركي. وقال "إننا نجلس هنا في هذا السرداب، ونتصل بالإنترنت ونطلب طلبية وإذا بالقرطاسية التي طلبناها تظهر أمامنا... أما في جنوب إفريقيا، فإنه يتم سرقة الطلبية. في أميركا، كل شيء سهل جدا. إذ أن بإمكاني أن استقل قطار أمتراك لزيارة أحد زبائني وأستطيع جمع ما يلزمني من المعلومات بواسطة محرك البحث غوغل. إن أميركا تمتص أفضل المواهب. هذه هي الصفة التنافسية التي تتميز بها أميركا. سوف تستمر في استقطاب وجذب أفضل المواهب والكوادر."

وتابع يقول إن هناك جزءا مكملا لميزة أميركا التي تجتذب به العقول والمواهب، وهو وجود حماية قوية في الولايات المتحدة للملكية الفكرية. وقال: "إن تقدير أميركا لقيمة حماية الملكية الفكرية يعتبر مصدرا هائلا لجذب المواهب. إننا الآن بصدد معاملة تسجيل براءات الاختراع لنظامنا في أميركا. إنني لم أتمكن من تسجيل براءة الاختراع لهذا النظام في بلدان أخرى، كألمانيا. وقد أردنا تسجيل براءة اختراع له في أميركا بشكل رئيسي لأنها تمثل السوق الرئيسية."

وتدعى شركة فرامبتون "المحاسبة تستعيد حياتها" وتعرف اختصار بالأحرف الإنجليزية الثلاثة الأولى من اسمها (إيه سي إيه) Accounting Comes Alive، ونظامه الخاص بتدريس المحاسبة الذي يحمل علامة تجارية مسجلة في دائرة تسجيل العلامات التجارية، يدعى "المحاسبة الملونة". ويتكون النظام من خمسة مستطيلات مرسومة على ورقة بيضاء. اثنان من المستطيلات لونهما أخضر، مكتوب على أحدهما "الأصول" وعلى الآخر "النفقات الأخرى". ويوضّح المستطيلان الملونان باللون الأخضر كيف تستخدم شركات الأعمال التجارية الاعتمادات. أما المستطيلات الثلاثة الأخرى – المكتوب عليها "الديون" و"الأرباح/قيمة الأسهم" و"الدخل" – فإنها توضح مفاهيم المصادر التي تحصل منها شركات الأعمال التجارية على الاعتمادات اللازمة لها. وباستخدام فناجين بلاستيكية صغيرة وشرائط ورقية خضراء وصفراء، يبين كيف أن المبالغ الموجودة في المستطيلات الخمسة ترتفع وتنخفض.

وفي دورة "المحاسبة تستعيد حياتها" التدريبية يلخص فرامبتون جميع جوانب لغة المحاسبة المتخصصة التي تتسم بالغموض والإبهام ويبسطها في مجموعة قليلة من المفاهيم الواردة في تلك المستطيلات الخمسة. وبذلك، فإنه يعلّم الناس كيفية قراءة وفهم رصيد الميزانيات العمومية وقوائم بيانات الدخل والتعامل مع المعلومات المالية.

وقال فرامبتون "إننا ننظر في أعينهم ونعرف عندما يستوعبون الفكرة. إننا نعتبر أنفسنا مدربي تفكير مالي." ويعقد ورش عمل للأشخاص الذين لم يتخصصوا في المحاسبة ولكنهم يحتاجون إلى معرفة أبجديات المحاسبة المالية، مثل المحامين وأصحاب شركات الأعمال التجارية الصغيرة والمصرفيين.

وأوضح فرامبتون "لقد اضطررنا أن نعقد الدورة سرا في بعض الأحيان لأن المصرفي أخبرنا أنه لا يرغب أن يعرف أي شخص أنه يحضر هذه الدورة. إنها قضية كبرى في المجتمع، وهي عدم الإلمام بأبجديات المحاسبة."

وأضاف أن المحامين يصطفون للالتحاق بورش العمل لأنهم في كثير من الأحيان يكلَّفون بصياغة الوثائق القانونية اللازمة للمعاملات المالية والمحاسبة ولكنهم يفتقرون إلى معرفة المحاسبة للقيام بهذه المهمة بثقة.

وقال فرامبتون "إنهم يخشون من أن تظهر عليهم بعض علامات البلادة والحمق ولذا فإنهم لا يستفسرون عن معاني المصطلحات. إنها قضية كبرى بالنسبة للمحامين."

وتعتزم كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد إدراج نظام فرامبتون في برنامج التعليم الذي توفره على شبكة الإنترنت. وقد علق بول هيلي من جامعة هارفارد قائلا "إن النظام يتميز بقدرته على تبيين كيفية عمل المحاسبة بصريا. ولهذا، فإنني أعتقد أن له قيمة بالنسبة لأي شخص يهتم بفهم المحاسبة، ابتداء من طلبة المدارس الثانوية حتى الطلبة الجامعيين (إلى الحاصلين على الشهادات العليا في إدارة الأعمال وحتى مدراء الشركات).

وقال فرامبتون "إننا نجري في الوقت الراهن مشاورات مع كليات إدارة الأعمال الشهيرة الأخرى. إذ يمثل التعليم العالي سوقا كاملا في حد ذاته."

وقد جدد مصرف مورغان ستانلي للاستثمارات، الذي أتاح لفرامبتون أول فرصة تجارية كبرى، العقود التي أبرمها معه لعقد المزيد من الدورات التدريبية وورش العمل. وقد انتشر خبر أعمال فرامبتون إلى البنوك الاستثمارية الكبرى الأخرى وشركات التأمين مثل ليمان براذرز ويو بي إس وكيو بي إي للتأمين وفيرو للتأمين ويو إن يو إم التي أصبحت تستخدم خدمات إيه سي إيه بانتظام.

وتتفاوض شركة كبرى لخدمات الطاقة مقرها في هيوستن معه حول عقد دورات تدريبية لتعليم موظفيها البالغ عددهم 1500 موظف أبجديات المحاسبة.

وقد اعتاش فرامبتون وعائلته وشركته، خلال العامين الأولين من وصوله إلى الولايات المتحدة، من راتب زوجته، كارول. وفي العام 2004، وهي السنة التجارية الكاملة الأولى من عمر شركته، درت عليه شركة إيه سي إيه إيرادات بلغت عدة آلاف الدولارات. وبحلول العام 2007 صعدت الإيرادات حتى بلغت 127 ألف دولار. ويتوقع فرامبتون أن يرتفع هذا المبلغ خلال العام 2008 إلى 300 ألف دولار وبأنه سيتضاعف على ذلك في العام 2009. يخطط رجل الأعمال لجعل إيه سي إيه شركة ذات امتياز تجاري، ويؤمن بأنه سيمكنها من النمو حتى تغدو شركة تبلغ قيمتها 100 مليون دولار في غضون 10 سنوات.

المصدر

http://www.america.gov/st/washfile-arabic/2008/May/20080514170055bsibhew0.5194666.html

حسن محمود العتمني

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
×
×
  • أضف...