اذهب إلى المحتوى

أثر الزكاة في نفس معطيها - 1


Recommended Posts

أثر الزكاة في نفس معطيها

(1)

عبر القرآن الكريم عن هدف الزكاة بالنظر للأغنياء الذين تؤخذ منهم فأجمل ذلك في كلمتين من عدة أحرف، ولكنهما تتضمنان الكثير من أسرار الزكاة وأهدافها الكبيرة، وهاتان الكلمتان هما:

التطهير، والتزكية، اللتان وردت بهما الآية الكريمة : (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).

وهما يشملان كل تطهير وتزكية، سواء كانا ماديين أو معنويين، لروح معطي الزكاة ونفسه، أو لماله وثروته، مما سنحاول تجليته في العناوين التالية:

1- تحقيق العبودية لله تعالى:

فهو كما يتعبد لله سبحانه بإقامة الصلاة، يتعبد له بإيتاء الزكاة، يبتغي مرضاته ويرجو مثوبته، ولهذا يجتهد أن يؤتي الزكاة طيب النفس، خالص النية داعياً ربه أن يتقبلها منه، وأن يجعلها عليه مغنماً ولا يجعلها عليه مغرماً.

2- الزكاة تطهير من الشح:

فالشح آفة خطرة على الفرد والمجتمع، أنها قد تدفع من اتصف بها إلى الدم فيسفكه، وإلى الشرف فيدوسه، وإلى الدين فيبيعه، وإلى الوطن فيخونه.

فالزكاة بهذا المعنى طهرة: أي تطهر صاحبها من خبث البخل المهلك، وإنما طهارته بقدر بذله، وفرحه بإخراجه، واستبشاره بصرفه إلى الله تعالى.

3- الزكاة تدريب على الإنفاق والبذل:

والمسلم الذي يتعود الإنفاق وإخراج زكاة زرعه كلما حصد، وزكاة دخله كلما ورد، وزكاة ماشيته ونقوده وقيم أعيانه التجارية كلما حال عليه الحول، يخرج زكاة فطره كل عيد من أعياد الفطر... هذا المسلم يصبح الإعطاء والإنفاق صفة أصلية من صفاته وخلقاً عريقاً من أخلاقه. ومن ثم كان هذا الخلق من أوصاف المؤمنين المتقين في نظر القرآن (الم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).

وبعد ذلك إن الذي يعتاد الإنفاق مما بيده لغيره، والبذل في ملكه مواساة لإخوانه ومساهمة في مصالح أمته، يبعد أشد البعد أن يعتدي على مال غيره ناهباً أو سارقاً، فإنه ليصعب على من يعطي من ماله ابتغاء رضا الله أن يأخذ ما ليس له، ليجلب على نفسه سخط الله.

4- تخلق بأخلاق الله:

والإنسان إذا تطهر من الشح والبخل، واعتاد البذل والإنفاق، ارتقى من حضيض الشح الإنساني (وكان الإنسان قتوراً) واقترب من أفق الكمالات "الربانية"، فإن من صفات الحق تبارك وتعالى إفاضة الخير والرحمة والجود والإحسان دون نفع يعود عليه تعالى، والسعي في تحصيل هذه الصفات بقدر الطاقة البشرية تخلق بأخلاق الله، وذلك منتهى كمالات الإنسانية.

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة – إن شاء الله تعالى -

منقول: بتصرف : القرضاوي، يوسف "آثار الزكاة في الأفراد والمجتمعات"، أبحاث وأعمال مؤتمر الزكاة الأول، بيت الزكاة، دولة الكويت، 1984م.

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
×
×
  • أضف...